دفئ فى شتاء الرررروح عضو مشارك
عدد المساهمات : 93 نقاط : 191 تقييم مواضيعي : 0
| موضوع: إذا كان يؤذيك حر الصيف السبت أغسطس 04, 2012 1:51 am | |
| إذا كان يؤذيك حر الصيف الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن ولاه, أما بعد :أختي الكريمة / أخي الكريم : إن في تقلب الليل والنهار وتحول الفصول عبرة وعظةً لنا, كما قال ربنا تبارك وتعالى : {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ }النور44 , وقال جل شأنه : {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً }الفرقان62, قال بعض السلف : من عجز بالليل كان له في أول النهار فرصة للاعتذار والاستغفار, ومن عجز عن النهار كان له في الليل فرصة للاعتذار والاستغفار.وإذا كان مثل هذا في الليل والنهار, فهو أيضا في تعاقب الفصول التي هيا أيام وليال...فإن فيها عبرة للمعتبرين, وذكرى للمتذكرين, جعلنا الله وإياك منهم.أختي الحبيبة / أخي الحبيب : حديثي إليكم في هذه الأسطر عن فصل من هذه الفصول , ولعلك عرفته من خلال عنوان الموضوع , نعم....إنه فصل الصيف...هذا الفصل الذي يذكر حَرُهُ بأمور كثيرة, منها : تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم – كما في الصحيحين- {اشتكت النار إلى ربها, فقالت: يارب أكل بعضي بعضا, فأذن لها بنفسين, نفسٍ في الشتاء ونفسٍ في الصيف, فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم , وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم}..فالمؤمن يتذكر النار, عند رأيته لأمور كثيرة: منها تذكره لها كلما لفحته رياح الصيف وألهبت وجهه الناعم بحرها... ويقول في نفسه : إذا كان هذا من نفس جهنم فكيف بجهنم نفسها؟؟!! عياذاً بالله تعالى منها.إذا كنا-إخواني الأحباء-لا نحتمل نار الدنيا وهي جزء من تسعة وستين جزءاً من نار الآخرة, فما الشأن في نار الآخرة ؟؟!! ولذا قال بعض السلف: لو أخرج أهل النار منها إلى نار الدنيا لقالوا فيها ألفي عام. يعني أنهم ينامون ويرونها برداً.ومن ذلك : تذكر أحوال السلف الصالح-رحمهم الله- الذين كانت قلوبهم حية...نعم أختي / أخي... كان كل مايرونه ويشاهدونه في الدنيا يذكرهم بالآخرة... ومن ذلك أن بعض السلف كان إذا شرب الماء البارد في الصيف بكى وتذكر أمنية أهل النار حينما يشتهون الماء, فيحال بينهم وبينه, ويقولون لأهل الجنة {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ }الأعراف.ومن ذلك أيضا أن بعض السلف كان إذا دخل الحمام في الصيف وشعر بحر المكان تذكر النار, وتذكر يوم تطبق النار على من فيها وتوصد عليهم, ويقال لهم: خلود فلا موت, فإذا خرجوا من الحمام أحدث ذلك التذكر لهم عبادةً.وكذلك أن بعض الصالحين صب على رأسه, ماء من الحمام فوجده شديد الحر, فبكى وقال: ذكرت قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ }الحج19.فلا إله إلا الله ما أشد تذكرهم..وما أعظم اعتبارهم!!وكان بعضهم إذا رجع من الجمعة في حر الظهيرة, يذكر انصراف الناس من موقف الحساب الى الجنة والنار, فإن الساعة تقوم يوم الجمعة.أخوتي في الله : وليس هذا وحسب!!! فهم – رضي الله عنهم – رغم انعدام وسائل التكييف والراحة- التي ننعم بها في زمننا والحمد لله- إلا أن ذلك لم يقطعهم عن طاعة من الطاعات, مهما كانت مشقتها على النفس, ومن تلك الطاعات التي كانت لا تنقطع في مثل هذا الحال:الجهاد في سبيل الله تعالى, ولعل أول ما يخطر في ذهنك تلك الغزوة العظيمة غزوة تبوك, التي خرج فيها سيد الخلق – بأبي هو وأمي- صلى الله عليه وسلم, ومع أصحابه-رضي الله عنهم- في شدة الحر, والتي لم تمنعهم عن النفير في الجهاد, لانهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه, ولكنها منعت المنافقين الذين قالوا كما أخبر الله عنهم:{وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ }التوبة81, فجاءهم الجواب المناسب لمقالتهم : {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }التوبة81.أحبائي في الله : بعضنا يعجز عن مجاهدة نفسه على القيام ببعض الطاعات, وهو منطرح على فراشه الوثير, تحت المكيف, آمناً في سربه, معافى في بدنه, عنده من ألوان الطعام الشيء الكثير, ومع ذلك يتثاقل عن صلاة الفجر جماعة مع المسلمين, أو يتكاسل عن القيام بحقوق الوالدين, وصلة الأرحام...إلى غيرها من أبواب الخير.ومن ذلك أيضا, حرصهم على الصيام في الصيف لعظيم ثوابه, ولهذا كان معاذ بن جبل وغيره من السلف-رضي الله عنهم- يتأسف عند موته على...........أتدري على ماذا؟؟؟؟ أتظنه تأسف على قصر لم يشيده؟؟!!! أم تراه أسف على صفقة تجارية لم يربحها؟؟!!! أم على امرأة حسناء لم ينكحها؟؟؟ كلا, لا هذا ولا ذاك... بل أسف على ظمأ الهواجر... ولهذا كان بعض الصالحين يحرص على صيام أشد أيام الصيف حراً, فيقال له في ذلك: عن السعر إذا رخص, اشتراه كل أحد وهذا- وربي- من علو الهمة.فيا أَمَةُ الله ويا عبد الله : جاهد نفسك على هذه الطاعة العظيمة, التي اختصها الله سبحانه من بين العبادات بقوله{ الصوم لي وأنا أجزي به } كما في الصحيحين, جاهدها ولو يوماً في كل عشرة أيام, فإن الحسنة بعشر أمثالها, وإن ألم العطش في اليوم الحر سيذهب في أول شربة ماء, وأما أجره؛ فأرجو الله تعالى أن تناله بل وتُسَرَ به يوم يقال في الدار الآخرة {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ }الحاقة24 , ويوم ينادى الصائمون ليقال لهم ادخلوا من باب الريان.أختي / أخي: إن صيام الفرض يشترك معك فيه كل أو جل المسلمين, فأين همتك العالية؟ أين همتك التي لا ترضى بالوقوف عند الفرض في أعمال الخير؟ إن سلفك الصالح – مع حرصهم على إتقان الفرائض – لم يكونوا يتوقفون عندها, بل سمت هممهم إلى الذروة في المسابقة إلى الخيرات, لأنهم يعلمون أن سلعة الله – وهي الجنة – غالية, وأن دخولها إن كان لن يتم إلا برحمة الله تعالى, إلا أن العمل سبب لذلك, جعلني الله وإياكم من أهلها , أنه سميع الدعاء.والصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا وحبيبنا محمد, وعلى أله وصحبه أجميعن , والحمد لله رب العالمين | |
|